top of page
Featured Posts

نسـاء فـي الثـورة السوريّـة

  • ranarashad
  • Mar 2, 2013
  • 2 min read

آيات الصغيرة أصبحت زوجة وأماً، لكن أيضاً ناشطة تحكي تجربتها بثقة وشجاعة. هكذا ظهرت في الفيلم الوثائقي "سوريات"، الذي عُرِضَ على قناة الـ"بي بي سي عربي"، من إعداد وإخراج الصحافيّة السوريّة الجميلة لينا سنجاب.

كانت آيات مجرّد طفلة حين اعتُقِلَت بتهمة "التطرّف" بسبب حضورها لدروس الدين في المساجد. وداخل المعتقل نضج حقدها عبر التعذيب المديد الذي تعرّضت له في فروع الأمن، هي صاحبة الجسد النحيل والضعيف. وبعد الإفراج عنها، كان عليها أن تعاني من التهديدات الأمنيّة المستمرة من جهة، ومن الضغط العائلي من جهة أخرى، حيث إنّ والدها كان من الموالين بشدّة للنظام. وعند تلك النقطة انقطعت أخبارها خلال أوّل شهرين في الثورة، وكنتُ أعتقد أنّها إما سترضخ لحُكم العائلة أو ستتّجه فعلاً للتطرّف من هول ما عانته واختبرته. وها هي اليوم تظهر وقد غيّرت الثورة حياتها، كما ساهمت بدورها في صنع الثورة. سيّدة جميلة وواثقة من نفسها وتمارس قناعاتها بحريّة، حتى أنّها رفضت تعتيم وجهها في الفيلم الوثائقي، وما زالت تتكلم بالقوّة والعفويّة نفسها التي عرفتُها بها

آيات واحدة من صبايا كثر غيّرت الثورة حياتهن بالقدر نفسه الذي ساهمن فيه بالثورة. عَرَضَ الفيلم الوثائقي نماذج مختلفة للسوريات في الثورة، من مختلف الأعمار والخبرة والخلفية الاجتماعية وحتى الطائفية

من الناشطة الشجاعة خولة دنيا إلى المسعفة في المشفى الميداني التي لم تمتلك أيّة خبرات في هذا المجال سابقاً. ومن الإعلاميّة التي توثِّق بالصورة يوميّات الثورة ومآسيها ولحظات الحب والفرح القليلة فيها، إلى الصبيّة التي تقطع الحواجز إلى الريف الشرقي من أجل حضور التظاهرات والهتاف للحرية

في معظم التظاهرات التي خرجت في الريف الشرقي المحافظ، وُجدت السيّدات والصبايا المنقّبات. بعضهن بحكم الخلفيّة الدينيّة أو التقاليد الاجتماعيّة، وأخريات لدواع أمنيّة. ووراء ذلك النقاب كانت الحناجر تصدح بالهتاف والأطفال الصغار يتقافزون على أكتاف الأمّهات... أو في أحيان كثيرة، صورة الأبناء أو الأخوة أو الأزواج الشهداء. وخلف كل صوت حكاية شجاعة وأمل تستحق أن تُروى

بعض الصبايا لم يتورّعن عن القيام بمهام شبه "انتحاريّة". تحدّثت آيات عن تخبئة قطع السلاح في منزلها لعناصر "الجيش الحر". وقيامها بتهريب قطعة سلاح عبر أحد الحواجز في ثيابها، رغم أنّها كانت حاملاً بطفلها الأوّل

ومثلها فعلت صبايا أخريات، ولم يحالفهن الحظ كآيات، فاعتُقِلْنَ على الحاجز وما زلن منذ شهور طويلة في غياهب المعتقل. ونشطت غيرهن مع كتائب في "الجيش الحر" كإعلاميّات ومسعفات. لم أندهش ممّا أعلنه الفيلم الوثائقي في النهاية من أنّ آيات انضمت لـ"الجيش الحر"! الطاقة الهائلة التي كانت تتمتّع بها وهي في التاسعة عشرة من عمرها، تحوّلت غضبًا لا يهدأ منذ الشهور التسعة التي قضتها في المعتقل

أكره السلاح.. ولا أتمنى أن يصبح جزءًا من حياة السوريّات كما أصبح جزءًا من حياة آلاف الشباب والرجال. لكن في الوقت نفسه لا يمكن تجاهل كم أنّ تلك الشجاعة مدهشة ومخيفة

معظم الصبايا والسيدات الأخريات أبقين على الخيط الواهي بين سلميّة الثورة وعسكرتها. تلك الصبيّة الإعلامية التي تروي كيف عَرَضَ عليها أحد شبان "الجيش الحر" أن تأخذ هي "بارودته" ويأخذ هو كاميرتها. مبادلة لم تكن لتتمّ لكن الشاب عبّر من خلالها عن رغبته في الحياة قبل قليل من استشهاده

بعد أن شاهدتُ الفيلم الوثائقي مرّات عديدة، تساءلتُ إن كانت الصحافيّة في وكالة "سانا" الرسميّة للأنباء، نموذج "المؤيّدة للعظم" في الوثائق كما وَصَفَت نفسها، قد شاهدت آيات وخولة وماريا ومايا.. كيف أحست وبماذا فكرت

عن نفسي، أحسست أكثر ما أحسست، بالأمل، وما أحوجنا إليه الآن بالذات. أليست السوريّات أجمل نساء الدنيا؟

 
 
 

Comentarios


bottom of page