top of page
Featured Posts

حنين مبكر

ربما لو أطلقت الأغنية في أيامنا هذه، لأثارت جدلاً غير منته حول صلة “الخادمات والحوريات” بالجهاد والارهاب. ربما لأثارت امتعاض المدافعين عن حقوق المرأة. ولقسمت شارع الثورة إلى تضادين عنيفين يكيلان التهم لبعضهما البعض، بين أسلمة الثورة وأبلستها. بين من يشتري ومن يبيع، من يخلص ومن يخون. ولاقتضى الأمر من الساروت أن يدلي ببيان صحفي يوضح فيه مقصده بلا لبس. فالثورة ليست للبيع! وحتى قبل وبعد أن يفعل ذلك، ستكون النزعة التدميرية المدهشة بعنفها، والتي انبثقت على مهل لكن بثبات خلال الأشهر الماضية، ستكون قد نالت منه على يد الطرف الآخر. لن يختفي الساروت إثر ذلك، سيبقى هناك في مكانه، لكنه كان ليفقد قدرته على الغناء. أو أنه سيغني، سيفعل ذلك دائماً، لكن بشكل لا يشبه ما كانه أبداً

لا أحد يعرف “أم دوشكا” يمكنه أن يصدّق أنّها تكره سوريا.. أو تكفر بها. أعرف كم اقتضاها من الألم والشجاعة لتكتب ما كتبته. أعرف أنها تكره طغيان الموت والدمار. العدائية المفرطة التي حلت في الأشهر الأخيرة محل “المحبة المفرطة” خلال الأشهر الأولى. الواقع الفج بدل الأحلام الوردية. كان يفترض أن يُتاح لنا أن نعيش الحلم أطول قليلاً لا أن نعيش المرارة طوال الوقت، حتى بتنا نعجز عن التعامل معها. ماكان للجنة أن تطردنا من فردوسها وبالكاد شممنا رائحة التفاحة. ولا يعتقد أحد أنني أتذمّر.. أنا حتى لا أحب التفاح!

bottom of page