top of page
Featured Posts

نور


باتت الغريبة الصغيرة مع الجيش الحر ليلتها، وأحد العناصر تولى عملية “إطعامها” خلطة الماء والسكر التي أعدها لها في اليوم التالي، تدبر الشباب أمر نقلها إلى أقرب نقطة للنازحين، حيث تتوفر نساء مرضعات احتفى الجمع بها، وكأن السماء التي لم ترم لهم إلا القذائف منذ أشهر طويلة، انفتحت على هدية صغيرة وردية غريبة وغير متوقعة تناقلتها أيدي النساء. كل تحاول إرضاعها، وكأنها بذلك تعيد الحياة إلى أحبة رحلوا بنيران الظلام. ارضعي يا صغيرة ارضعي.. وأعيدي لنا شيئا من الحياة والصغيرة الوردية الغريبة تأبى أن تتذوق حليب الأمهات. لكنها يجب أن تأكل، يحاول الجميع اقناعها عبثا

تدبر الأصدقاء أخيرا نقلها إلى أقرب نقطة للهلال الأحمر. لم يكن المسعفون هناك بقادرين على مساعدتها لأنهم نقطة اغاثية وليست طبية. أجرى الأصدقاء اتصالاتهم وتدبروا أمر نقلها إلى منزلهم. هناك تناقلتها الأيادي من جديد. أيادي الأمهات والأخوات والبنات اللواتي غص بهن المنزل. هن أيضا نازحات مثل الصغيرة الوردية. بكت الأم وبكت العمة وبكت الخالة وبكت النساء جميعا. كلما نظرت إحداهن إلى الصغيرة بكت. وهن يحاولن إطعامها الخلطة السحرية، خلطة الماء والسكر أخيرا تدبرت العائلة أمر نقل الصغيرة إلى المشفى، بعد الاستقرار على اسم لها. صار للصغيرة اسم و”هوية

bottom of page