والد المعتقل..المعتقل الوالد
- ranarashad
- Jul 27, 2005
- 2 min read
Updated: May 3, 2021
من الذي "ورط" السيد ياسين الحموي وغيره من ذوي المعتقلين في تشكيل مثل تلك اللجنة !! من الذي دفع آباء وأمهات لوعتهم غيبة أبنائهم ظلما إلى مثل هذه "المغامرة" !! أو..من الذي استطاع أن يجمع في عمل مشترك بين عائلات من أقصى البلاد إلى أقصاها،من بيئات مختلفة، و ليس لأغلبية أفرادها أية انتماءات سياسية أو اهتمام سابق بالشأن العام، من الذي استطاع أن يقنع أناسا أجبروا على الصمت زمنا طويلا أن يرفعوا الصوت أخيرا ضد النفي القسري لأبنائهم في المعتقلات وفروع الأمن
عرَف العائلات بعضها ببعض، سجنا صيدنايا وعدرا وفروع الأمن على كثرتها..أوحى إليها بالفكرة "محكمة" ميدانية عسكرية و"محكمة" أمن دولة طالما جمعتهم على رصيفها في لحظات القلق والانتظار المرَ ، ولحظات تلقَي نبأ الأحكام الصادرة عن أجهزة الأمن بواسطة "المحكمة
نسَق فيما بينهم، قهر الورقة التي تتيح لهم زيارة أحبتهم، يوم يمنعون منها، ويوم يحصلون عليها بعد جهد حينا وذلٍ أحيانا أخرى
شجعهم على المضي في الفكرة إلى آخرها..ابتزاز "الصديق"- المخبر، الذي يفترض أنه التقى ولدهم في المعتقل، وجاء ينقل إليهم التحيات والأشواق، ويقبض ثمن كذبته الدنيئة نقودا وثيابا وحنينا وسلامات لن تصل إلى أصحابها أبدا..أما ما زاد إصرارهم على اتخاذ هذه الخطوة، فهو فيما يبدو خشيتهم من أن أبناءهم تحولوا إلى ..أشباح
حيث يصرح أحد أعضاء مجلس الشعب اليوم بأنه لا معتقلين سياسيين لدينا، ويصرح عضو مجلس شعب آخر من ثم، بأن لا معتقل سياسي سيبقى في السجون السورية خلال فترة قريبة، ويقول وزير الداخلية أنه لا يوجد لدينا أي معتقلين سياسيين، بعد فترة من إعلان أحد سفرائنا في دولة غربية بأن الإفراج عن المعتقلين السياسيين أصبح قريبا جدا
ما يدفع أي أب أو أم للتساؤل، فيما إذا كان ولدهما الذي أحباه أكثر من الحب، وطالما لمسا أصابعه وقبلا تفاصيله الصغيرة، ودهشا به وهو صغير ، وهو يكبر، وهو شاب ورجل، قد تحول إلى مجرد شبح يظهر ويختفي بين شهر وآخر داخل المعتقلات.. أو أن من سلبوه حريته يريدونه كذلك..يريدوننا جميعا كذلك..لا وجود لنا إلا حيث يرغبون ، وبالشكل الذي يريدون
وهكذا قامت السلطة القمعية في سورية بالتنسيق والتشجيع والدفع قدما لإنشاء لجنة ذوي معتقلي الرأي والضمير..ولأنها لم تستوعب ، كيف للعشبة أن تنمو من صخرة..وكيف لتربة الصمت والقهر أن تنبت زهرة حرية..فقد بادرت إلى اعتقال ياسين الحموي، والد المعتقل هيثم الحموي، الذي لا بد إن علم بالنبأ ، أن يصاب بخوف وقلق الابن على أبيه من أن يلاقي ما لاقاه هو نفسه..وبألم المواطن الذي يصبح غريبا في وطنه
الرسالة تقول أيضا..من يشتاق إلى ولده نصحبه إليه..من يطالب بولده يصبح مطالبا به..هذه هي القواعد لمن يرغب أن يعيش في بلاد العجائب المسماة سوريا..هذه القواعد التي يجب أن تختفي من يومياتنا..وهو ما يتطلب منا كنشطاء ومعارضين ومثقفين، أكثر بكثير مما فعلناه حتى الآن في إطار محاولات إغلاق ملف الاعتقال
أنا أحب هذا الرجل" قال أديب طالب في مقالته وهو يتحدث عن المناضل رياض الترك..أنا أيضا أحب هذا الرجل في حريته..وأحب علي العبد الله ومحمد رعدون وعبد العزيز الخير ومصعب الحريري وهيثم الحموي.....في معتقلهم ..لكن يخجلني أنني لا أقدم – كما الآخرين ، إلا حبي وتوقيعي الذي أزجه في كل عريضة أو رسالة للمطالبة بالإفراج عنهم ..عسانا نجد الطريق كي نسبق تمنياتنا بدل جعلها تملَ الانتظار
....وبعد لحظات لن تطول..سيشعر هيثم باطمئنان افتقده طويلا.. فهناك ، في مكان ما من هذه البلاد..شيءما يحدث له رائحة الحرية
(source)
Comments